عَلَى قَدْرِ التَّضَرُّعِ وَالدُّعَاءِ … تَنَالُ الْقُرْبَ مِنْ رَبِّ السَّمَاءِ
فَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ مِنْ دُعَاءٍ … لَفِي كَنَفِ الْعِنَايَةِ وَالْعَطَاءِ
فَإِنَّ اللهَ يُقْبِلُ عِنْدَ سُؤْلٍ … وَيَفْرَحُ بِانْكِسَارِكَ فِي الرَّجَاءِ
وَيَغْضَبُ حِينَ تُعْرِضُ أَنْتَ عَنْهُ … وَتُمْعِنُ فِي التَّكَبُّرِ وَالْجَفَاءِ
يُرِيدُ اللهُ فِي الطَّلَبِ افْتِقَاراً … وَإِلْحَاحاً فِي الصَّبَاحِ وَفِي الْمَسَاءِ
فَمَا مُخُّ الْعِبَادَةِ مُسْتَطَاعٌ … لِمَغْلُولٍ بِقَيْدِ الْكِبْرِيَاءِ
وَمَا شَيْءٌ بِأَكْرَمَ يَا خَلِيلِي … عَلَى الْمَوْلَى الْغَنِيِّ مِنَ الدُّعَاءِ
عَلَى ذُلٍّ وَمَسْكَنَةٍ وَضَعْفٍ … وَعَجْزٍ ثُمَّ فَقْدٍ وَانْطِوَاءِ
وَإِيقَانٍ بِقُرْبِ اللهِ مِنَّا … وَأَنَّ لَهُ جَوَاباً للِنِّدَاءِ
كَذَاكَ الأَنْبِيَاءُ دَعَوْا يَقِيناً … تَعَلَّمْ مِنْ دُعَاءِ الأَنْبِيَاءِ
وَلاَ تَعْجَلْ فَتَقْنَطَ مِنْ جَوَابٍ … وَتَرْكَنَ فِي الْقُنُوطِ إِلَى ارْتِخَاءِ
فَمَنْ ضَمِنَ الإِجَابَةَ مِنْكَ أَدْرَى … بِحَالِكَ فِي الشَّدَائِدِ وَالرَّخَاءِ
فَيُؤْتِيكَ الْمُرَادَ عَلَى صَلاَحٍ … وَيُسْلِمُكَ الصَّلاَحُ إِلَى نَمَاءِ
وَرُبَّتَمَا اسْتَجَابَ بِدَفْعِ شَرٍّ … وَكَانَ الْخَيْرُ فِي دَفْعِ الْبَلاَءِ
وَقَدْ يُبْقِي لأُخْرَاكَ ادِّخَاراً … وَذُخْرُ اللهِ يُؤْذِنُ بِاصْطِفَاءِ
وَمَنْ سَأَلَ الشَّهَادَةَ سُؤْلَ صِدْقٍ … فَمَا عَنْ رُتْبَةِ الشُّهَدَاءِ نَاءِ
وَيَنْزِلُ رَبُّنَا كَرَماً وَجُوداً … إِذَا مَا اللَّيْلُ أَوْشَكَ بِانْقِضَاءِ
يُلَبِّي دَعْوَةَ الدَّاعِي وَيُعْطِي … وَيَغْفِرُ للِرِّجَالِ وَللِنِّسَاءِ
وَإِنَّ اللهَ لَيْسَ يَمَلُّ حَتَّى … يَمَلَّ السَّائِلُونَ عَلَى سَوَاءِ
وَإِنَّ لِرَبِّنَا سَاعَاتِ فَضْلٍ … بِهَا الدَّعَوَاتُ تَزْكُو فِي ارْتِقَاءِ
فَنَاجِ اللهَ فِي سَحَرٍ وَصَوْمٍ … وَفِي حَرِّ الْجِهَادِ وَالاِبْتِلاَءِ
وَتَاجُ دُعِائِنَا طُرّاً صَلاَةٌ … عَلَى طَهَ الْمُمَجَّدِ فِي الْعَلاَءِ
وَأَيُّ هَدِيَّةٍ أَعْلَى وَأَغْلَى … وَأَنْفَسُ فِي الْعَطِيَّةِ وَالْجَزَاءِ
مِنَ التَّسْلِيمِ شَوْقاً كُلَّ آنٍ … عَلَى الْمَحْمُودِ فِي يَوْمِ اللِّوَاءِ؟
فَتَسْلِيمٌ بِعَشْرٍ فِي ثَوَابٍ … وَتَعْظِيمٌ بِكَوْثَرَ فِي الْبَقَاءِ
فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدِنَا إِلَهِي … إِذَا نَاجَتْكَ نَفْسٌ بِالدُّعَاءِ