أَرِيجُ الذِّكْرِ فِي الذِّكْرَى
لَكَالْمِعْرَاجِ لِلْأُخْرَى
يُنَاجِي الرُّوحَ فِي عَبَقٍ
نَسَائِمُ خُلْدِهِ تَتْرَى
هَفَتْ مُهَجٌ لِمُحْذِيهَا
يُضَمِّخُ سُؤْلَهَا عِطْرَا
وَيَنْفَحُ شَوْقَهَا مِسْكاً
يُرَطِّبُ أَكْبُداً حَرَّى
أَيَا مُسْتَشْكِلَ الْمَعْنَى
أصِخْ سَمْعاً تُحِطْ خُبْرَا
فَلاَ يُنْبِيكَ عَنْ قَيْدٍ
وَعَمَّا يُوهِقُ الْأَسْرَى
كَمِثْلِ مُعَفَّرٍ مُضْنىً
أَضَاعَ بِلَهْوِهِ عُمْرَا
وَذَاقَ هَوَانَ مَحْبِسِهِ
وَعَافَ زُعَافَهُ الْمُرَّا
وَبَاتَ الْحَتْفُ مَضْجَعَهُ
وَأَوْشَكَ يَنْتَهِي صِفْرَا
فَقَيَّضَ رَبُّنَا فَذّاً
أَهَلَّ بِنُورِهِ بَدْرَا
وَمُزْناً مُرْسِلاً وَدْقاً
فَأَحْيَى قَاحِلَ الصَّحْرَا
سَقَاهَا غَيْثَ مِنْهَاجٍ
خِصَالاً كُمَّلاً عَشْرَا
وَرَوَّى أَنْفُساً عِشْقاً
وَأَفْئِدَةً سَمَتْ طُهْرَا
وَجَلاَّهَا لِمَوْلاَهَا
عَرُوسَ الْحَضْرَةِ الزَّهْرَا
فَيَا مُسْتَشْكِلاً مَهْلاً
أَعِرْنِي السَّمْعَ وَالصَّبْرَا
وَلَيْتَ الشِّعْرَ يُسْعِفُنِي
فَأُهْدِيكَ الشَّجَى شِعْرَا
فَتَعْذُرَ هَائِماً غَنَّى
لِمُعْتِقِهِ مِنَ الْحَمْرَا
لِمُرْشِدِهِ الَّذِي أَفْضَى
إِلَى الْبَارِي وَلاَ حَسْرَا
مَضَى وَالدِّينُ وَهَّاجٌ
وَفِينَا تَكْبُرُ الْبُشْرَى
بِأَنَّ الشَّمْسَ مُشْرِقَةٌ
عَلَى دُنْيَا الْوَرَى طُرَّا
يَقِيناً مَاضِياً قَدَراً
وَإِنَّ لِرَبِّنَا الأَمْرَا
وَإِنَّ الذِّكْرَ فِي الذِّكْرَى
هُوَ الْمِعْرَاجُ لِلْأُخْرَى