هذه قصيدة جميلة، خطها قيد حياته الشاعر الحسن السلاسي رحمه الله، ونشرها موقع الجماعة بتاريخ 10 نونبر 2018، نجدد نشرها في يوم الجمعة الأغر، يوم الصلاة على الرسول الأكرم، محبة وتعلقا وتعظيما، وترحّما أيضا على هذا الرجل الأديب المحب.
يا خير خلق الله يا محمّدُ
أنت الهدى والنور يا ممجّدُ
يا سيّد الرسْل الكرام منقذٌ
للعالمين قائدٌ وسيّدُ
تم بك الدين وقام أمره
على التّقى ثم ارتقى الموحّدُ
وأشرقت شمس الفلاح بيننا
تمضي بنا نحو المنى وتقصدُ
وفي القُرى ظلم شديدٌ حالكٌ
والفكر جاهلٌ هواه مجهدُ
وأد البنات دأبهم لا يرعوي
عن فعله قلبٌ خبيثٌ أسودُ
فالناس في غيٍّ شديدٍ مرهقٍ
والكون يرقب الهدى وينشدُ
والنفس ترتجي الخلاص بعدما
ضّلت وصار أمرها يقلّدُ
والعين يرقب الضياءَ رمشها
صارت بنور المصطفى تستنجدُ
حقّا غدا هذا الورى مكرّما
لمّا أتى بابُ الرجا محمّدُ
لمّا أتاها أحمدٌ يمحو الدجى
يعلي البناء قائما ويسندُ
يلقي ضياءً من ضياء نوره
يهدي الأنام حكمةً ويرشدُ
هذا الذي في دينه إشراقةٌ
ورحمةٌ وعزةٌ ومولدُ
في دينه نهج قويمٌ راشدٌ
صدقٌ نصوحٌ شاهدٌ ومنجدُ
في دينه محبّةٌ مبرورةٌ
في حضنها يشدو الفتى ويسعدُ
في دينه عدلٌ سديدٌ مقسطٌ
برٌّ عطوفٌ لليتامى ينجدُ
يا سيدي أنت الكريم في الورى
أنت الحبيب للإله الأسعدُ
أحيى الورى منهاجك المبرور إذ
جادت خصالٌ بالسنا تسدّدُ
وجهٌ طليقٌ واصطبار حاضنٌ
للمشتكي إنس وجنّ يعبدُ
سمتٌ جميلٌ واللباس ساترٌ
للمغريات لا يزال يبعدُ
يا سعد من نال الرضى مقرَّبا
من نبعه يرجو الورود يقصدُ
من موردٍ صاف نقيّ ريه
يحيى به قلبٌ عليلٌ مجهدُ
من صحبه أهل التقى وآله
هم قدوتي بهم أعي وأرشدُ
على طريقهم تسير محسنا
تمضي إلى ربّ كريمٍ تجهدُ
هذا محمدٌ نبيٌّ خاتمٌ
فيه الهنا و المرتجى والمقصدُ
لقد تأذّى كي يلمّ أمةً
نظما فريدا للقلوب يعضدُ
في ذكره ذكر الإله طيبٌ
قلب المحبّ للإله يُفرَدُ
دعا إلى الله الجليل شاهدا
بالقسط والروح الأمين يشهدُ
شدا الحصى بكفه مسبّحا
والجذع حنّ من جوى يمجّدُ
والماء جاد بالعطاء راويا
جيشَ الهداة بالهجير يبردُ
سُرَّ الثرى بخطوه مستبشرا
والطير يشدو في السما والهدهدُ
جاءت غزالةٌ تبث شكوها
من صائدٍ يرجو الغذا ويرصدُ
تشفّعَ المختار فيها ضامنا
والعين ترنو واليدان تصفدُ
وهلّلت الأكوان عند بعثه
تهدي التهاني حبّها لا ينفدُ
ربّي اصطفاه للقلوب شافيا
نعم الطبيب للورى محمّدُ
جاء شفاء للعليل المبتلى
به الضعيف يحتمي ويصمدُ
لكل إنسانٍ أتاه منقذا
من حرّ نارٍ غيظها تَنَهّدُ
هادٍ رؤوفٌ بالعباد مشفقٌ
يدعو إلى سرّ الخلود يخلدُ
جاء النبي للوجود رحمةً
وهاديا للتائهين يسعدُ
رسولنا الباني المعز دينه
للمسلمين أمرهم موحّدُ
قد جمّل الأخلاق تم نظمها
مكمولة هام بها المستنجدُ
جودٌ وحلمٌ واحتضانٌ للورى
بالبشر يرغم العدى ويرفدُ
نورٌ من النور الجميل ساطعٌ
أنواره هلّت علينا تشهدُ
بأمّةٍ أضحى الفؤاد مسهَّدا
يرجو الهنا لأمّةٍ ويسندُ
يدعو الإله أمّتي مستغفرا
وشافعا يوم المعاد يحمدُ
بالحمد خصّه الكريم واهبا
هذا اسمه وفي الورى محمّدُ
محمودة أوصافه وذكره
باقٍ على لساننا يُردّدُ
معلّمٌ فيه العلوم أجمعت
أن الرسول علمه مؤيّدُ
من بسمةٍ أبدى الغريبُ فضلها
في أرض جرمانٍ رواها المعهدُ
يا خيرَ من أعلى الأنامُ ذكرَه
في مجمع ٍ للعالمين ينشدُ
يا فارسا يمضي إلى ساح الوغى
وعابدا بالليل شكرا يسجدُ
ربّى رجالا همُّهم نيل العلى
فعالهم يحلو بها التهجّدُ
في معشرٍ للمؤمنين حبُّهم
صافٍ وللعدى تراهم شدّدوا
مضى على مر الزمان ذكرهم
مسكا و في أوصافهم تودّدُ
قد خلّف المختار خيرا نافعا
فيه الرشاد رميه مُسدّدُ
نالت هداه أمة موصولة
عبر العصور سعيُها موطّدُ
هذا عطاءُ أحمدٍ مسترسلٌ
للمرتجي يهديه ما جادت يدُ
يد الكريم منةٌ تحيي الورى
يرتاح من أفضاله المسهّدُ
بيضاءُ صافٍ شربُها وسلسلٌ
من ريّها يمضي بها الموحّدُ
لله في نهر النجاة نافع
إيمانه ينجي التقيَّ يبعدُ
عنه الجحيم لا يطيق حرّها
كيف الخلاص والعذاب أسود ُ
ما لي سبيلٌ للخلاص إنّما
حبّ الكرام في المعاد يشهدُ
أنّي محبٌّ للصحاب مخلصّ
أرجو اللقا في منبرٍ وأنشدُ