في مثل هذا اليوم -الثامن والعشرين من يونيو عام 2010 م- استفاقت سبعة أحياء فجرا بمدينة فاس على حركة هستيرية من سبع “كمندوهات”، نشرت الرعب والهلع في صفوف الأهالي والجيران، حيث اختطف سبعة أطر من مواطني هذا البلد، واقتيدوا معصبي العيون إلى مقر الفرقة الوطنية بالدار البيضاء تحت جنح الظلام دون إذن قضائي أو قرار مكتوب، لا لشيء إلا لأنهم ينتمون إلى العدل والاحسان…وبعد ثلاثة أيام من التعذيب سقط في أيدي الطغاة، وعرفوا أنهم خاضوا معركة دونكيشوطية مع ريح أهوائهم ونزعاتهم الانتقامية ليس إلا. فأرجع المختطفون إلى فاس ليصنع المخزن محاكمة على خلفية أراجيف وتهم واهية حتى يتستر على جريمته النكراء.. وبعد ستة أشهر من التلكؤ والمماطلة والالتواء، أعلنت استئنافية فاس براءة كل المتهمين مما حاكته المخابرات والعناصر الأمنية.وبعد، فهل تاب المخزن وتراجع عن رعونته وجرائمه ضد أبناء الشعب المغربي الأعزل؟
إن ما لحق السبعة بفاس لا ينفك عما لحق ويلحق آلاف الغيورين والأحرار من أبناء هذا الوطن: شباب لا يملك إلا صوته ليطالب بحقه، وصحفيون وحقوقيون ونقابيون تلفق لهم التهم الواهية وتقام ضدهم المحاكمات الصورية لتتوج بالأحكام الجاهزة القاسية..مشهد قاتم، وتنفذ ظالم، واستغلال وفقر جاثم.. وتردي للأوضاع في كل المجالات ينبئ بأن البلد على فوهة بركان، نتيجة سطوة حكام لا يتقنون من التدبير إلا الاستغلال والإفك والطغيان..