واصل فضيلة الأستاذ منير ركراكي سلسلته حول صلة الرحم، متحدثا في الحلقة الثانية منها عن الأسرة، باعتبارها “اللبنة الأساس في عمراننا الأخوي وفي استقرارنا الدعوي، فلا استقرار دعوي إلا باستقرار أسري”.
وأوضح أن الأسرة “مكونة أساسا من بعل وزوج، يصبحان فيما بعد أبوين، ثم أبناء. ولهذه الأسرة أجداد، ولها محيط يحيط بها من الأقارب؛ نسبا وصهرا وجيرانا وما إلى ذلك من صنوف الأرحام المتعلقة بهذه النواة”.
وركز عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان على الزوجين لأنهما “ركيزتان محوريتان في بناء الأسرة”. وبسط في حلقته خماسيات تؤطر الصلة بينهما وتمثل أساس بناء الأسرة.
ففي الخماسية الأولى تحدث عن الخطوات اللازم اتخاذها قبل الزواج، وجعل أولها “حسن الاختيار المبني على استخارة عاصمة من الخيبة وعلى استشارة واقية من الندم وعلى قصد مانع من العيلة”. وثانيها أن يكون “هذا الاختيار وفق شروط على رأسها الدين والخلق“، “إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض”، “فاظفر بذات الدين تربت يداك”. وثالثها “العرق؛ “تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس”“. ورابعها “البيئة؛ “إياكم وخضراءَ الدِّمَن” فقيل: وما خضراء الدِّمَن؟ قال: “المرأة الحسناء في مَنبَت السُّوء”“. وخامسها “الأهلية “تزوجوا الأكفاء”“.
ولفت في كلامه إلى أن “ما يقال عن المرأة يقال عن الرجل أيضا”.
ثم “تكون النظرة الشرعية متوجة لهذه الشروط، لا مقدمة بين يديها”، يحذر الأستاذ ركراكي، ويضيف: “فيكتشف المقبل كلا أو جلا عوجها بعد العقد والزواج، نسأل الله العافية، فيكون ذلك إيذانا بخراب البيت وبنائه على غير أساس أَفَمَنْ أُسِّسَ بُنْيَانُهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أُسِّسَ بُنْيَانُهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ“.
واسترسل الأستاذ ركراكي موجها: “وحسن الاختيار يدعم بحسن الصبر والاصطبار، وبما تأتي به المعاشرة من أنواع الاختبار وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً، وهو أساس بناء العلاقة السوية، والصلة القويمة، فمن صحت بدايته أشرقت نهايته”.
والخمس الثانية، التي اعتبرها مدعمة لحسن الاختيار، جمعها في ضرورة أن تكون الأسرة “مبنية على ميثاق غليظ مبرم، لا حبل سحيل، يوشك أن يضعف فيتلاشى فيضمحل، ثم مودة ورحمة، قبلها قوامة وحافظية”.
وتابع مفصلا هذه الخمس: “القوامة أساسها استطاعة الباءة والإنفاق”. ثم هناك الإكرام، “لا يكرمهن إلا كريم”، “خيركم خيركم لأهله”، “استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم”، “لا يفرك المومن المومنة إن كره منها خلقا رضي آخر”. والرعاية؛ “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”، وأن يكون هناك أمن في السرب وتحصين للبيت وأهله. ثم الحافظية، فالمرأة حافظة للرجل وللبيت، بصفات دل عليها الرسول: “تسره إذا نظر”.. “وتطيعه إذا أمر” في المعروف وحسب المستطاع، وتحفظه في نفسها وماله إذا غاب عنها. ثم تأتي المودة والرحمة، رصيدان في بنك المعاملة بين الزوجين، يُنمى فهو إلى زيادة، أو يتوقف مدده ودعمه وإنماؤه فهو إلى نقصان.
وأورد الأستاذ ركراكي خمسا أخرى تقوي العلاقة الزوجية، دل عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الكريمة:
تابع التتمة في موقع مومنات.نت