لَوْلاَكَ لَمْ يَكُ للِزَّمَانِ رَوَاءُ ** وَلِضِغْنِ صَوْلاَتِ النُّفُوسِ دَوَاءُ
تَاجَ الشُّهُورِ عَلَى الْمَدَى وَرَسُولَهَا ** أَنْتَ الْخِتَامُ وَمِنْكَ جَلَّ بَهَاءُ
لاَ تَسْتَفِيقُ زَكَاةُ مَنْ رَامُوا الْعُلاَ ** حَتَّى تَهِلَّ فَتَسْتَقِيمَ زَكَاءُ
حَارَ الْوَرَى مِنْ قَبْلِ أَنْ يُهْدِي لَهُمْ ** شَمْسَ الْهِدَايَةِ للِنَّجَاةِ حِرَاءُ
رَمَضَانُ أَنْتَ إِلَى الزَّمَانِ نَبِيَّهُ ** أَنْتَ الزُّلاَلُ إِذَا اعْتَرَاهُ ظَمَاءُ
لَنْ تُحْصَ أَنْعُمُكَ الْعِظَامُ وَأَنْتَ فِي ** إِشْرَاقِنَا وَغُرُوبِنَا النَّعْمَاءُ
مَا لِلَّذِي أَهْدَى الْقُرَانَ وَهَدْيَهُ ** حَتَّى عَرَفْنَا رَبَّنَا إِحْصَاءُ
إِنِّي أَرُومُ تَأَدُّباً فِي حَضْرَةٍ ** أَقْعَى بِحَصْرٍ عِنْدَهَا الأُدَبَاءُ
أَرْجُو لِسَهْمِيَ نَزْرَةً مِنْ بَحْرِهِ ** وَيَطِيبُ فِي نَزْرِ الْبُحُورِ رَجَاءُ
فَعَسَايَ يُعْتِقُنِي الْوِدَادُ وَإِنَّمَا ** رَكِبَ الْوِدَادَ إِلَى النَّجَا الْعُتَقَاءُ
إِنِّي أُمَرِّغُ فِي تُرَابِ سَنَائِهِ ** رُوحاً تَئِنُّ وَفِي الأَنِينِ سَنَاءُ
أَتْلُو عَلَى ذَنْبِي الْعَظِيمِ رِثَاءَهُ ** إِنَّ الْبُكَاءَ عَلَى الذُّنُوبِ رِثَاءُ
وَأَصُدُّ صَوْلَةَ عَابِثٍ بِوِجَائِهَا ** وَالصَّوْمُ فِي رَدْعِ اللَّعُوبِ وِجَاءُ
كَمْ جَرْجَرَتْنِي النَّفْسُ فِي غُلُوَائِهَا ** وَلِكُلِّ نَفْسٍ فِي الْهَوَى غُلُوَاءُ
جَلَبَتْ عَلَيَّ بِخَيْلِهَا وَظَلاَمِهَا ** وَالنَّفْسُ فِي غَفَلاَتِهَا ظَلْمَاءُ
فَأَنَرْتُهَا عِنْدَ التَّهَجُّدِ عُنْوَةً ** إِنَّ التَّهَجُّدَ فِي السُّحُورِ ضِيَاءُ
يَا سَعْدَ مَنْ لَزِمَ الْقِيَامَ فَإِنَّمَا ** يُزْكِي الصِّيَامَ بِلَيْلِهِ السُّعَدَاءُ
رَمَضَانُ يَا شَهْرَ السَّمَاءِ بِأَرْضِنَا ** إِنَّ التُّرَابَ إِذَا رَضِيتَ سَمَاءُ
فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي جِبْرِيلُهَا ** يَهْدِي الْمَلاَئِكَ وَالسَّلاَمُ غِطَاءُ
يَا مُنْزِلَ الْقُرْآنِ اِشْفِ صُدُورَنَا ** فَالذِّكْرُ فِي ظَمَأِ الصُّدُورِ شِفَاءُ
أَلْهِمْ لِسَانَ الصَّائِمِينَ تَضَرُّعاً ** إِنَّ التَّضَرُّعَ أَوْبَةٌ وَدُعَاءُ
إِنْ لَمْ نَكُنْ أَهْلاً فَإِنَّكَ وَاهِبٌ ** صَمَدٌ وَمِنْكَ تَكَرُّمٌ وَرِضَاءُ
رَمَضَانُ يَا شَهْرَ السَّمَاءِ
نشر بتاريخ
نشر بتاريخ