شرعُ الإله بنور الحقّ قد نطقا
وذو الرشاد لفضل الله قد سبقا
يجثو اللبيبُ بباب الله منتظرا
منه العطاءَ إلى الإحسان قد سمقا
يرجو المكارم قد حلّت مواسمُها
فيها الفلاحُ وعَرف الجود قد عبقا
قد أمسكت في الورى منه نوازعه
يفشي السلام فيعدو البشرُ منطلقا
لا تنظر العين للأوحال غارقة ً
كم ناظر ٍ في بحار الإثم قد غرقا
لا الزور يشهد في الأحداث يهدمها
كم مفلس ٍ بعيار العدل قد نفقا
عن خطرة يبعد التّفكير مقتربا
من الكريم ونورُ الهدي قد برقا
منه الجوارحُ قد رقّت مطالبها
والخوف قد ملك الأنفاسَ واخترقا
أهلُ الفضائل بالأعمال قد شغلوا
والقلبُ في حذرٍ بالذكر قد خفقا
بالحق قد نطقوا والعزم همّتُهم
في حبّهم صدقوا حبّا جرى غدقا
جاد الصيامُ لأهل الله مكرمة
فاشتدّ ساعدُهم بالجدّ قد نطقا
يعلي النفوسَ فيرقى العبد مُحتسبا
والنفسُ ينفعها سعيٌ متى صدقا
الصّومُ في زمني صومٌ يضلله
ليلُ الملاهي لصفو الصّوم قد خرقا
يمسي العبيثُ لليل اللهو مرتهنا
ويصبح المنتشي في النوم قد غرقا
قد كلّف الحارثُ الملعونُ عصبتَه
كي ينشروا عفن الأرجاس والقلقا
فكم تبارى لنشر الفحش مغتربٌ
قد سخّر السوق والأرداف والعنقا
لصرف قومٍ عن التّسبيح مجتهدا
بالمغريات تزيد الجهل والفرقا
إذا ارتقى لرحاب القرب معتبرٌ
يمسي الدّعيُّ بباب الإثم قد علقا
كم صائمٍ لا يردّ الجوعُ شهوتَه
أودت به في حضيض النّار مُحترقا
في السّر صمْ واستجبْ لله مُقتحما
لبِّ النداء نداءَ القرب إذ نطقا
ألا تكون له عبدا فتشكرَه
وقد هداك سبيل الرشد بل خلقا
صلّى الإله على المعصوم قدوتِنا
من أفرد الصومَ بالإخلاص مُرتفِقا
والآل من صبروا لله واجتهدوا
والصحب من صدقوا في اهَد معتنَقا