لا نامت أعين الجبناء

Cover Image for لا نامت أعين الجبناء
نشر بتاريخ

بيقين الصادق وبثبات المجاهد وبلهجة التواق للشهادة وبنبرة المشتاق إلى مراتبها وبحسرة من توافيه المنية على فراشه وهو طالما تمنى أن توافيه في ساحات الوغى قال هذه العبارة المؤثرة والهادفة سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه׃لا نامت أعين الجبناء)وكأنه يقول بلسان حاله مخاطبا الجبناء׃ انظروا إلي كم من معركة خضت وكم من غزوة قدت وصناديد القوم من الفرس والروم واجهت،وها أنا أموت في بيتي وعلى فراشي كما يود الجبناء.

هذه العبارة لازال صداها يتردد ويصل إلى مسامعنا الآن ونحن في جهاد من نوع آخر ولنيل شهادة من أعلى المراتب كما وصفها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لما قال׃“سيد الشهداء حمزة وكلمة حق عند سلطان جائر”كلمة حق نقولها أمام حكام الجبر الذين جثموا على صدورنا ولسنوات عدة وكمموا أفواهنا بسيوفهم المشهورة في وجوهنا. أخرسونا وأرهبونا وسلبوا حريتنا وإرادتنا وساقونا سوق الخراف فأصبحنا لا نستطيع أن نأمر بمعروف أو ننهى عن منكر أو نطالب بحق.

فخلا لهم الجو غير فعاثوا في الأرض فسادا واستولوا على خيرات البلاد والعباد بدون موجب حق وأصبحوا يزدادون غنى يوما بعد يوم وشريحة الفقراء تتوسع فيزدادون فقرا يوما عن يوم.

أما والفقراء اليوم كثر وخيرات البلاد بيد شرذمة قليلة فما عاد القمع يرهبنا وما عاد الخوف يثنينا بل وجب علينا أن نحطم صنم الخوف الوهمي الذي حال بيننا وبين مطالبنا المشروعة، ولنعلم أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وأن قضاء الله وقدره فينا لا نحيد عنه وكفانا عبرة بالرسالة الربانية التي أرسلها المولى عز وجل عبر بركان وتسو نامي اليابان فليس من قبيل الصدفة أن تزامن البركان مع تفجر غضب وبركان الشوارع العربية إنما هي الحكمة الإلهية والرسالة السماوية التي يخبرنا فيها المولى أن الموت الذي يخشاه البعض ويحذره فيقبع في بيته ويدخر المؤونة التي تكفيه طيلة الاعتصام في الشوارع؛ أن هذا الموت قد يأتي الإنسان وهو في عقر بيته قال تعالى: قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون 1 كما بين المولى عز وجل حرص اليهود على الحياة بقوله تعالى׃ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو مزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون 2 وذكرت الحياة في هذه الآية نكرة ليبين لنا الله عز وجل أن اليهود يحرصون على أي حياة كيفما كان نوعها ولو كانت حياة الذل والمهانة المهم حياة أفضل من الموت في نظرهم، كما ذهب إلى ذلك المفسرون.

ولنعلم أن مطالبتنا بحقوقنا هي من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لا يعفى منه أحد رجل كان أو امرأة لقول الحق عز وجل:والمؤ منون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم 3 فالآية واضحة صريحة لا تعفي أحد من هذه المهمة الجليلة التي ذكرت في سياق الصلاة والزكاة والإعفاء منها كالإعفاء من الصلاة والزكاة.

حقا إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية إن قام به البعض سقط عن الآخرين، ولكن هو في زماننا الذي يحصي كل شيء بالأرقام فرض عين. لا حرمني الله وإياك عزيزي القارئ عزيزتي القارئة من فضل المشاركة في التغيير آمين آمين والحمد لله رب العالمين.


[1] الجمعة׃ 8
[2] البقرة׃95
[3] التوبة׃71