هفا القلب مشتاقا لإلفٍ مكرّمِ
وأرسل أشواقا لرمسٍ منعّمِ
تبيت عيون الصبّ ولهى بحِبها
تعيد ليالي الأنس بعد تصرّمِ
ترجّي وصالا من حبيبٍ مغيّبٍ
وترقبه ضيفا يجود بمغنمِ
قريبٌ مقيمٌ في الفؤاد بذكره
وإن لم يَفِ الجسمُ النحيلُ بمغرمِ
إذا ما تناءت ساعة الوصل بيننا
رضينا بطيفٍ للحبيب مُحوِّمِ
فقد ملك الولهانَ حبٌّ معذِّبٌ
يُجرّعه البلوى بسمٍّ وعلقمِ
يؤرقه وقعُ الفراق وصرفُه
وتلهبه نارُ الصبابة يحتمي
تقاذفه العذّال بين محاسبٍ
وبين رقيبٍ يقضمُ الظفرَ بالفمِ
أفي نظر الملهوف يزهو جمالكم
وفي جسد المشغوف يسري وفي الدمِ؟!
وقالوا عن المحبوب كيف تحبُّه؟
فقلتُ بدا لي في المحبّة مُلهمي
أمؤنستي هُبّي عليّ بنسمةٍ
مباركةٍ أجْري العطايا وأكرمي
وناديتُ والأهوالُ عجلى تحوطني
أيا نفسُ جدّي في المحامد تسلمي
وسيري مع الأبرار والسير قاصدٌ
وقومي لبعثٍ ثابت الخطو مُبرَمِ
وقفتُ بباب الله أطلب فضله
ولله أفضالٌ على الخلق تنتمي
يقدّرها أهلُ النباهة والصفا
ويذكرها بَرٌّ تقيٌّ لمُنعمِ
ويعرفها بيض الوجوه تقابلوا
على سُرُرٍ لا تشتكي من تألّمِ
وينشرها بين الخلائق أمة ٌ
تعافت بها الأوطانُ بعد تشرذُمِ
فقد جاءها وحيٌ كريم ٌ مُبشّرٌ
بكل مُعزٍّ للعباد ومُكرمِ
كتابٌ من الله العظيم ليهتدي
به الخلق في ليل الضلالة مُعتمِ
كتابٌ عظيمٌ يبلغ الناسَ فضلُه
وفي عقب الأجيال يجري مُتَمّمِ
أنارت مصابيحُ الهداية ظلمة
بها المرءُ يرقى للنعيم بسلّـمِ
وأنقذتِ الإنسانَ من غفلاته
خصالٌ إلى الحسنى تقود بمُحكمِ
طلعتَ بها بين الكرام مُجدّدا
بهدي الإله ترشد الناسَ أكرمِ
لسلسلة المختار جئتَ مُكمّلا
لدين الهدى تدعو ولله تنتمي
رفعتَ لنا صرحَ الخلافة باسقا
يقوم على منهاج حقٍّ مُسنّمِ
مؤيّدةً يسري إلى الناس نورُها
تطلُّ على هذا الوجود بأنعمِ
فقد كنتَ بالعزم الأكيد ولم تزلْ
إلى العدل والإحسان تسعى لأقومِ
ترددُ أقوالا وتنهجُ فعلها
وتشفقُ من حرصٍ علينا مُصمِّمِ
تذكّرنا فضلَ الإله وقربَه
وتبعدنا عن منكر الفعل أشأمِ
وتنقلنا للصالحات بحكمةٍ
وتدفع عنّا كلَّ شرٍّ مُحطِّـمِ
علوتَ بنا للمكرمات مؤدّبا
إلى كنف الأخيار تهدي ومعلمِ
إلى درر الإحسان دمتَ مناديا
وأكرمها ذكرٌ يضوع ببلسمِ
فكلُّ كريمٍ منك نال فضيلةً
وكلُّ ذليلٍ أدرك العزَّ مُعدِمِ
وكلُّ أسير النفس نال سراحَه
وأطلقها يرجو الهداية يحتمي
إذا ذُكر الأبرارُ فهْو صفيّهم
متى يختلطْ بالخلق يرفقْ ويرحمِ
سيذكره في الذاكرين أئمّةٌ
تلاقوا على قلبٍ سليمٍ مُسلّمٍ
ودمعة أسحارٍ تبلّل نحره
على وجلٍ يرجو التقرّب مُحرمِ
وتشهد أجفان الليالي بأنّه
ذلولٌ لربٍّ غافر الذنب أرحمِ
يُرجّي نوال الوعد جاء بيانُه
بوحيٍ مبينٍ عن نبيٍّ معظّمِ
تآلفت الأفكار طوع بلاغةٍ
يبينها “المنهاج” للقلب فافهمِ
فهذا كتاب “العدل” يرسي سياسة ً
ويهدي إلى حكمٍ رشيدٍ ومُسهمِ
وفي معهد “الإحسان” ترقى نفوسنا
فيرفعها فينا لقدْرٍ منعّمِ
مقدمة المنهاج تجلو وسيلةً
لمستقبل الإسلام تدعو مكرّمِ
وتنويره للمؤمنات إشارة ٌ
تقدّر في الأنثى جميل التنسّمِ
رسائله بالنصح زاد بلاغها
وبيّنت الأسباب بعد توهّمِ
فكلّ كتابٍ صار بالعلم زاخرا
وينقله إلى جندٍ فريدٍ مُنظّمِ
فيا رب كافئه بما هو أهله
فأنت له نعم الكريم فأكرمِ
لِخليه أنجزْ ما وعدتَ تفضّلا
وكن يا إلهي للشهيد وأنعمِ
صلاةٌ على الهادي الرؤوف محمدٍ
دعانا إلى دينٍ حنيفٍ مُقوِّمِ
وآله والصحب الكرام عليهمُ
سلامُ الإله من محبٍّ مُتيَّمِ