1- تقديم
في سياق الحملة المخزنية على جماعة العدل والإحسان في ربوع بلدنا الحبيب المغرب، تعرضت 32 امرأة من نساء العدل والإحسان لاعتقال تعسفي أعقبته محاكمة صورية، والتهمة عقد تجمعات عمومية بدون تصريح). وفيما يلي تقرير موجز حول هذا الانتهاك الصارخ.
2- الاعتقال
بدأت فصول هذه القضية باعتقال تعسفي تعرضت له 32 من نساء جماعة العدل والإحسان صحبة أطفال ورضع من بيت عزاء بشارع المتنبي بمدينة بني ملال عصر يوم السبت 26 أبريل 2008. وقد شاب هذا الاعتقال عدة تعسفات منها ترويع السكان الذين يقطنون بجوار المنزل الذي اعتقلت منه النساء، ومنها اقتحام البيت على السيدات، والتعسف على الحرمات؛ حرمة البيت ومناسبة العزاء. ناهيك عن طريقة اقتياد السيدات إلى مخافر السلطة. حيث تم استنطاقهن بطريقة أقل ما يقال عنها إنها تفتقر لأبسط شروط التحقيق كما تنص على ذلك المواثيق الحقوقية في الموضوع. ومما شاب عملية الاستنطاق وتحبير المحاضر تفتيش ملابس النساء المعتقلات بشكل مخلّ بالحياء. كما مر مسلسل هذا التحقيق في جو يعلو فيه صراخ المحققين إلى غير ذلك من التصرفات اللامسؤولة كإرغام المعتقلات على توقيع المحاضر من غير أن يطلعن عليها.. ليتم إطلاق سراحهن في وقت متأخر من الليل حوالي الثانية عشرة ليلا.
3- في المحكمة الابتدائية
لم تكتف السلطات المخزنية عند حد الاعتقال، بل تمت إحالة الاثنين وثلاثين امرأة من نساء العدل والإحسان إلى القضاء بتهمة: عقد تجمعات عمومية بدون تصريح مسبق). حيث بدأت أولى جلسات القضية في 29/05/2008 بالمحكمة الابتدائية ببني ملال.. وبعد سلسلة من الجلسات والتعسفات والخروقات منها خرق الحق في حضور الجلسات العلنية، حيث تم منع أهالي النساء المحاكَمَات وذويهن وأعضاء جماعة العدل والإحسان وأنصارها والمتعاطفين معها من دخول المحكمة أثناء سير الجلسات.. وقد انتهت المحاكمة ببراءة جميعهن ابتدائيا مما نسب إليهن في 05 فبراير 2009.
4- في المحكمة الاستئنافية
لم يرُقْ حكم البراءة السلطات المخزنية حيث استأنفت النيابة العامة ببني ملال الملف للنظر من جديد في قضية 32 من نساء العدل والإحسان في أولى الجلسات يوم الاثنين 16/03/2009. بعد الحكم الابتدائي القاضي ببراءتهن مما نسب إليهن من تهمة عقد تجمعات عمومية بدون تصريح مسبق).
ولم تختلف هذه المحاكمة عن سابقتها في التضييق والحق في متابعة الجلسات العلنية.. وكسابقتها أيضا أيدت المحكمة الاستئنافية الحكم الابتدائي. ببراءة جميع النساء من تهمة عقد تجمعات عمومية بدون تصريح).
5- من مواقف الجماعة ببني ملال
وقفت جماعة العدل والإحسان ببني ملال إزاء هذا الملف وقفة المدافع عن حق أعضائها نساء ورجالا في التمتع بالحقوق التي تكفلها شريعتنا الإسلامية الحنيفة، وكافة المواثيق الحقوقية الدولية. وفي سياق ذلك نظمت عدة وقفات احتجاجية أمام المحكمتين الابتدائية والاستئنافية، فضلا عن إصدار البيانات.
*الوقفات الاحتجاجية:
ممارسةً لحقها في الاحتجاج السلمي نظمت جماعة العدل والإحسان عدة وقفات احتجاجية سلمية أمام المحكمتين الابتدائية والاستئنافية على طول سير الجلسات. وقد ميز هذه الوقفات رفع لافتات الاحتجاج والتنديد بهذه المحاكمة الصورية خاصة، والتضييق المضروب على دعوة العدل والإحسان عامة.
* البيانات:
أصدرت الجماعة ببني ملال بلاغات وبيانات توضيحية وتنديدية وإخبارية بخصوص هذا الملف وفيما يلي مقتطف من بعض تلك البيانات:
في سياق مسلسل التضييق الشامل الذي يفرضه المخزن المغربي على جماعة العدل والإحسان في ربوع بلدنا الحبيب، كان حظ أبناء وبنات الجماعة ببني ملال من هذا المسلسل وافرا كمّا ونوعا.(مضايقات، اعتقالات، محاكمات..) وقد كان آخر الخروقات المخزنية في هذا السياق اعتقالُ 32 امرأة يوم 26 أبريل 2008 كُنَّ في مجلس عزاء حضرته عشرات النساء بشارع المتنبي بالمدينة، واللواتي تم اقتيادُهن صحبة أطفالهن، بما في ذلك النساء الحوامل، إلى مخافر الشرطة للتحقيق معهن…)
من بيان جماعة العدل والإحسان بني ملال بتاريخ: 27/05/2008
وإننا في –جماعة العدل والإحسان ببني ملال- بهذا البيان الإخباري نسعى أولا لكسر التشويش المخزني على قضايانا، ليتعرف الناس عليها من أهلها. وثانيا لاستنكار خروقات المخزن الشنعاء لأبسط حقوقنا. وثالثا لاستنفار أهل المروءات والفضل والغيرة على كرامة الإنسان من أجل إقرار الحقوق وصيانة الحريات ببلدنا الحبيب. ورابعا للتأكيد على خطنا الواضح، وتشبثنا بمبادئنا، وحقنا في التجول والتنزه والمواساة والعزاء والفرح وتقديم التهاني.. فضلا عن باقي الحقوق التي تقرها المواثيق والعهود الدولية.)
من بيان إخباري للجماعة بني ملال بتاريخ 17/07/2008
– تصريحات حول ظروف الاعتقال والمحاكمات:
* ذة. نعيمة جريبان: إحدى النساء اللواتي طالها الاعتقال والمحاكمة..
كأي مجتمع مسلم فإن الذهاب للعزاء واجب أمر الله به سبحانه وتعالى، ودعا إليه رسوله صلى الله عليه وسلم. وحتى في العرف والعادات يذهب الناس للتعزية في الميت ولا يحتاجون إلى ترخيص من السلطات لتأدية هذا الواجب. إلا في هذا البلد فقد أصبحت هذه السنة ممنوعة ويلزم لفئة من الناس أخذ ترخيص للقيام بما أمر الله ورسوله. هذا ما وقع في حق مجموعة من النساء الفاضلات الشريفات اللواتي ذهبن لتعزية أخت لهن توفيت لها عمتها. وأثناء أدائهن للواجب فوجئن بمداهمة السلطة لهن حيث مورست عليهن أنواع من التعسفات نذكر منها: إحاطة بيت – بيت العزاء بشتى أنواع سيارات الشرطة مما أصاب كل المتابعين وأصحاب الحي بالذهول…
من التصرفات التعسفية التي عُوملنا بها اقتحام الشرطة البيت دون استئذان صاحبه أو أي نوع من أنواع الأدب.. عنف وغلظة وتسلط وسلوك لا يمت للأخلاق بصلة.. بعد ذلك تم اعتقال كل الحاضرات واقتيادهن إلى مخفر الشرطة.. وهنا وقفنا على لون آخر من التعسف.. الانتظار الطويل، طريقة الاستنطاقات من قبل أجهزة أمنية مختلفة. تفتيش الملابس ، الأرقام التي علقت على الصدر كأننا من المجرمين أو أصحاب سوابق.. وقد طال بنا الأمر على هذا الحال من وقت صلاة العصر في المخفر إلى ساعات متأخرة من الليل.
بعد ذلك أحيل ملفنا على المحاكمات التي استغرقت سنتين. وأخيرا الحكم بالبراءة والحمد لله على منه وفضله.
مع كل هذا أظهرت السيدات ثباتهن وصمودهن أمام هذه النازلة وهذا الظلم الذي لحق بهن. حيث عبرن عن التحامهن وذلك في ثبات الموقف أمام الضابطة القضائية وأمام هيئة القضاء برد واحد وكلمة واحدة وجواب واحد، لم لا وهن من نساء العدل والإحسان.. الجماعة التي ما فتئت تربي رجالها ونساءها على التربية النبوية وهي طاعة الله والامتثال لأوامره والثبات عند الابتلاءات اقتداء بسير الصالحات الجليلات.
فهنيئا لهن بهذا الصمود الذي وشح تاريخهن، ورفع هاماتهن، هنيئا لهن بصبرهن..)
إعداد: مراسل الموقع في بني ملال
طالع مواضيع ذات صلة بمظلومية نساء العدل والإحسان:القطاع النسائي يستنكر اعتقال نساء العدل والإحسان بفاسالهيئة الحقوقية: نساء العدل والإحسان بمراكش يعتقلن من بيت العزاء، إلى مخافر الشرطةالهيئة الحقوقية تستنكر إغلاق مقر جمعية “تنوير المرأة” بتمارةبيان القطاع النسائي للعدل والإحسان بمناسبة مرور سنتين على الحملة المخزنيةبيان القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان بمناسبة اعتقال 26 أختااعتقال الأستاذ محمد عبادي عضو مجلس الإرشاد و65 سيدة من العدل والإحساننساء العدل والإحسان.. شقائق الرجال في الحصار