أنجز الوعد الذي قد قضاه
فسرى ليلا إلى مبتغاهُ
قد رأى نارا بذي مستقرٍّ
فسعت نحو السنا قدماهُ
اخلع النعل بوادٍ منيرِ
فاستجابت للندا وجنتاهُ
كلّم الله الرسول بطورٍ
حكمة فيها بلاغٌ يراهُ
وهب الله لموسى شهودا
معجزاتٍ في مداها سناهُ
يحضن الكف إليه ابتداءً
إذ أضاءت من بياضٍ يداهُ
يطرح الأرض عصاه امتثالا
حية أبدلت حياةً عصاهُ
أوجس القلبُ انبهارا وخوفا
من محالٍ كيف تسعى عصاهُ؟!
لا تخف خذها ستغدو أمانا
سيرةً أولى تعود عصاهُ
يكشف السرّ له والخبايا
للمعالي قد دعاه الإلهُ
احفظ العهد الذي صار حكما
أوجست موسى لخوفٍ رؤاهُ
سوف تدعو للرشاد عصيّا
أضعف القومّ لبّوا دعاهُ
كم طغى في الأرض يضني ضعافا
ينشر الرعب يغري صداهُ
أظهر العذر لربّه عجزا
إذ تخون القولَ عنه الشفاهُ
عزّز الله له بأخيه
فسعى هارونُ يذكي قواهُ
فأتى فرعونَ يدعو بقولٍ
فيه لينٌ لاذكّارٍ حكاهُ
ينسب الفضل إلى الله شكرا
سره السر وفيه علاهُ
من برى هذا الوجود اعتبارا
غيرُ ربٍّ قد علا في سماهُ
قال فرعونُ لموسى احتجاجا
قوله فيه وعيدٌ لحاهُ
كيف تدعو غيري اليوم ربّا
ها هنا تحتي تفيض المياهُ
قد أراه من صميم المعاني
معجزاتٍ كان فيها رداهُ
هو للإسلام دين مديدٌ
حنفيٌّ فيه طهر جلاهُ