ينبغي أن يكون الأدب الإسلامي وسيلة من وسائل التربية، كلمة لها مغزى، تحمل معنى، تبلغ رسالة. لا أداة تسلية وبضاعة استهلاك.
وسيلة تربية وكلمة هادفة تأخذ من العصر وسائله، وتروضها وتتزين بزينة الله، وتتلطف بأشكال المقبول شرعا من أدوات التعبير العصرية كما تلطف مبعوث أصحاب الكهف ليقضي حاجة أصحاب الكهف من سوق كانوا يخشون غائلة أهلها.
تربية ومساهمة في تربية ينبغي للخطاب الإسلامي عامة وللأدب الإسلامي خاصة أن يتحلى لها وفيها بجمالية المبنى ولين القول لفرعون العصر دون أن يخضع بالقول لاستكبار العصر، دون أن يتبنى نغمة الثقافة العالمية الأمريكية الهوليودية.
تربية بالكلمة والشعر والخطبة والمقروء والمرئي والمسموع تقرع آذان المتمرد على الله بقوارع الزجر وبالقول البليغ في نفسه. أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً. (النساء: 62). كلمة الله الموحى بها هديا إلى نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم إلينا. فحيث لا تفعل الكلمة الطيبة اللينة والقول العميق الأنيق يزمجر بزوابع الوعيد وعظ الواعظ، وتنخس الكلمة الغليظة المباشرة في خاصرة المنافق، تلفحه بنارها وتقلق راحة نفسه بشرارها.
الكلمة المربية الهادفة إن تزينت بزينة الله، وتلطفت بوسائل العصر وأشكاله من الألبسة المقبولة شرعا لا ينبغي أن تُلحِد بها جمالية الشكل وتميل عن الهدف وهو التبليغ. تقر عين المبلغ إن اكتحلت عين القارئ والناظر والسامع بإثمد الهداية وازدجر واستقام تائبا إلى الله راجعا إليه من غواية. ضاع جهد المبلغ وتسرب معنى رسالته في رمال الجمالية إن هتف القارئ : ما أرق الشعر، أو صاح الناظر السامع: ما أحسن الصنعة والفن!