واحسرتاه على الدين

Cover Image for واحسرتاه على الدين
نشر بتاريخ

سلوا القلب كم ذاق مرّ البعاد

وكم ضاق ذرعا بحرّ السهادِ

سلوه وقد أهلك الدين قومٌ

وما رفقوا في انتهاك العبادِ

ومن ألمٍ قد أحاط بأهلي

تقاذفهم في مقيمٍ وغادِ

وتهمتهم أنهم أهل دينٍ

غدا للسلام بريد الرشادِ

وكم صبروا في نكالٍ وحرقٍ

وما غيّروا دينهم من زنادِ

وقد تركوا أرضهم في اصطبارٍ

وللأرض حبٌّ سما في ازديادِ  

شكا المسلم اليوم بين البرايا

غدوتُ حقيرا بغير سناد

وهنتُ على الناس حتى رماني

بسوء عديم الرضى والمرادِ

دمي مستباحٌ لكل عدوٍّ

وشأني ذليلٌ وثوبي حدادي   

بدوتُ طريدا فأمضغ خوفي

وصرتُ حديثا بكل النوادي

ومالي على كثرة المال نهبٌ

بتلك البنوك رهين ازديادِ

ومن كسرتي أخذوه احتكارا

ومن كسوتي صار باب اعتمادِ

ومن فكرتي غيروها انتقاما

ومن عزّتي صاح قلبي ينادي

فوا حسرتاه على الدين أضحى

غريبا وكان قويم العمادِ

يعاديه من ملك الرأي حكرا

يصوّره في قبيح السوادِ

ويبعده عن كريم  وحرٍّ

يريد المحبة بين العبادِ

رضيتُ ليَ الله ربّا عظيما

وبلإسلام ديني يزيد اعتدادي

محمد خير البرايا رسولي

ويغمرني من جميل الأيادي

فإنّي على العهد ماضٍ صبورٌ

أعض عليه بسنّ الجهادِ   

ومن سنة الله تجري الأمور

وعاقبة الأمر فيها سدادي

من الله وعدٌ إلينا حقيقٌ

لتعلنّ بين الربى  والوهادِ

صلاتي على المصطفى ما أضاءت

على الكون شمس الهدى والودادِ

كذا الآل والصحب أهدي سلاما

زكي المكارم بين الشوادي