رياح التغيير تهب على المغرب

لعل السؤال الذي ينبغي أن يشتغل عليه الفاعلون في الحراك الاجتماعي الذي ابتدأ في المغرب هو: كيف يمكن لهذا الفعل الجماعي المبارك أن يمضي في محجته اللاحبة لاستئصال الاستبداد…

لم يكن العارف بطبيعة النظام السياسي المخزني ليفاجأ بما يتخذه من قرارات، وحتى الذين يسارعون للتطبيل للمبادرات المخزنية وإطلاق لتصريحات تحت الطلب جزافا يدركون أن الحقيقة عكس ما يعلنون…

ارتفعت مؤخرا في المغرب أصوات قُوّاد الأحزاب والجمعيات ووجوه السياسة والمال بالدعوة علنا لاستئصال الفساد ومحاربة المفسدين؛ وكلٌّ بشِعار.

إن الانتخابات الحقيقية لن تحصل ما لم ينجز واقع الحرية ابتداء وساعتها تنجز العملية الانتخابية في سياق بناء قواعد الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية…

تابع ويتابع الجميع التحولات التي يشهدها المشهد السياسي المغربي منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية التي قادتها حركة 20 فبراير…

لقد أحدث المخزن تصحرا في الفكر والثقافة والإبداع، وأنتج نمطا للحياة يكرس الفشل ويمعن في كي وعي المغاربة واستبداله بمنظومة يَسِمها التخلف ولا تعكس طموح الشعب المغربي وأصالته وعمقه الحضاري…

لقد رسخ الحراك الشعبي المتعاظم في العالم العربي مجموعة من القناعات التي تتجذر يوما بعد آخر في عقول الناس وتتكرس في أرض الواقع

إن الذين يخوضون معارك حامية ضد الفساد بكل أنواعه دون أن يعمدوا إلى أصله وجذوره فيقطعوها أو يحاولوا ذاك عل الأقل، إنما يضيعون جهودهم في معارك خاسرة مسبقا…

شكلت بداية هذه السنة 2011 تحولا استراتيجيا كبيرا في العالم العربي عموما خلف انعكاسات جارية ومستقبلية ليس فقط على مستوى المنطقة العربية بل على صعيد العالم كله.