Author Overview
مقالات الكاتب
أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله
كاتب
من مواعظ ابن الجوزي رحمه الله | الفائزون
لله در أقوام أقبلوا بالقلوب على مقلبها، وأقاموا النفوس بين يدي مؤدبها، وسلموها إذ باعوها إلى صاحبها، وأحضروا الآخرة فنظروا إلى غائبها، وسهروا الليالي كأنهم وكلوا برعي كواكبها، ونادوا أنفسهم صبراً على نار حطبها، ومقتوا الدنيا فما مالوا إلى ملاعبها، واشتاقوا إلى لقاء حبيبهم فاستطالوا مدة المقام بها.
الدنيا لتجوزها لا لتحوزها
يا هذا! إنما خلقت الدنيا لتجوزها لا لتحوزها، ولتعبرها لا لتعمرها، فاقتل هواك الميّال إليها، واقبل نُصْحي، لا تعوِّل عليها..
عجبا لراحل مات ولم يتزود!
عجبا لراحل مات وما تزود للرحلة! ولمسافر ماج وما جمع للسفر رحله! ولمنتقل إلى قبره لم يتأهب للنقلة! ولمفرط في أمره لم يستشـر عقله!
اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم(2)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين’.
اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم(1)
أجود الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عِشْرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم…
في قصة نوح عليه السلام
لما عمَّ أهلَ الأرض العمى عمَّ خُلقوا له، بعث نوح لجلاء أبصار البصائر، فمكث يداويهم ‘ألف سنة إلا خمسين عاما’، فكلُّهم أبصرَ، ولكن عن المحجة يتعامى
من مواعظ ابن الجوزي رحمه الله (3)
كم مستيقظٍ وقد فاتَ الوقتُ، ينظُرُ إلى نفسِه بعين المَقْت، ويَصيحُ بنَصيحِه لقد صدَقْت، وينادي الكَسَلُ: أَنْتَ الذي عَوَّقْت! فيجيبُه: أنتَ من سُكْرِك ما أفَقْت، كم قدِمَ إلى القبورِ قادمٌ! كلُّهم على فراش النَّدَمِ نادم.